قصه الفت
دخلت اوضتي وانا بعيط وبرتعش من الخوف وانا سامعه بابا بيزعق ويقول لا حول ولا قوه الا بالله بقي دي اخرة تربيتي ليكي؟ .. وماما بتعيط وتقول .. ليه القسوه دي يابنتي؟... متستغربوش ده العادي بتاعنا
انا اسمي(الفت) عندي ٢٥,سنه .. انا البنت الوحيده لبابا وماما مخلفوش غيري
وده سبب مشكلتي .. لما كنت اروح مع ماما في اي مكان كل الولاد الصغيرين كانو بيلعبو ويجرو حوالين اهلهم الا انا كنت افضل قاعده جنب ماما ولو طلبت اني العب معاهم كانت تقول لي .. اقعدي جنبي هنا متتحركيش والا هاخدك ونروح
ولو جالنا ضيوف زي خالتي او عمتي وقالو لها سيبي البنت تنزل تلعب مع العيال .. كانت ماما تقول .. احنا مش بننزلها لوحدها خالص .دي الحيله
كبرت شويه كنت في اخر سنه في الابتدائي
لما حسيت اول مره قلبي يتحرك .. اول متعرفت علي زميلي (كريم) كان حب طفوله .. كنت حاسه اني عايزه اتكلم مع حد ومكانش عندي اصحاب .. لان ماما وبابا كانو بيوصلوني المدرسه وياخدوني اول مخلص حتي وقت الفسحه كانت ماما بتفضل تكلمني علي الموبايل لحد مالفسحه تخلص.. يعني مكانش عندي وقت اتعرف او اصاحب اي حد من زمايلي
اول ماحسيت بمشاعر الحب ناحيه كريم ملقيتش غير ماما احكي لها .. بس اول محكيت لها قالت لي ايوه وهو احنا بدانا في القرف ده؟
حب ايه وكلام فاضي ايه ؟
واول مابابا رجع بالليل ماما حكت له كل حاجه لقيته بص لي نظره حزن وقال لي من دلوقتي بتفكري في الحب ؟ للدرجه دى مستعجله علشان تسيبينا يا بنتي؟
وقتها صرفت نظر عن موضوع الحب ده
وفعلا عدت السنين وكبرت وانا مركزه في دراستي وبس مفيش اي حد في حياتي ولا في عندي مشاعر ناحيه اي حد...
ولما بقيت في اولي ثانوي كان لازم اختار بين علمي وادبي ولاني كنت بحب التاريخ وبحلم اكون مرشده سياحيه الف العالم واخرج بره الحصار الي ماما وبابا عاملينه حواليا .. اخترت ادبي
ورجعت البيت في اليوم ده وانا فرحانه باختياري واول مقولت لبابا وماما لقيت بابا بص لي بحزن وقام دخل اوضته من غير ولا كلمه.. وماما قالت لي هي دي اخرة تربيتنا ليكي عايزه تسافري وتتنططي في كل بلد شويه وتسيبي امك وابوكي الي ملهومش غيرك ؟
ده بدل متدخلي علمي وتطلعي دكتوره علشان تعالجينا لما نكبر بدل منتبهدل عند الدكاتره
يابنتي انتي مشروعنا الوحيد في حياتنا
ساعدينا علشان المشروع يبقي ناجح
وقامت دخلت الاوضه ورا بابا من غير متديني فرصه اتناقش معاها .. وسابت جوايا احساس فظيع بالذنب اني هكون سبب تعبهم ومرضهم لو فكرت وقررت من دماغي حاجه تخص مستقبلي
تاني يوم رجعت من المدرسه لقيت بابا مراحش الشغل .. استغربت ودخلت له الاوضه اطمن عليه .. قال لي يابنتي انتي هتقهريني انا من يوم متولدتي وانا بحلم اشوفك بالبالطو الابيض .. جايه انتي عايزه تهدي كل احلامي وتبوظي مشروعي في لحظه ؟.. رديت عليه وقولت له متزعلش يابابا انا النهارده حولت من ادبي لعلمي .. قام وقف وحضني وقال اهو كده مشروع عمري قرب يتحقق.. ربنا يخليكي ويهديكي يابنتي..
عدت الايام وانا مش حاسه باي. فرحه وجبت مجموع عالي في الثانويه العامه ودخلت كليه صيدله .. وبابا وماما اول يوم في الدراسه صممو يوصلوني الكليه هم الاتنين.. مش بس كده .. دى ماما كانت بتستناني كل يوم لما اخلص وتاخدني من الكليه تروحني البيت .. حسيت اني لسه في المدرسه مفيش حاجه اتغيرت
وفي يوم كنت قاعده لوحدي في المدرج مستنيه المحاضره وفجاه دخل زميلي وهو بيقول ايه ده هو مفيش محاضره ولا ايه؟ المدرج فاضي كده ليه؟.. وفتح الموبايل ولقيته بيقول .. يانهار ابيض ده الدكتور اعتذر ومكتوب علي جروب الدفعه بس انا مخدتش بالي.. وبص لي وسالني .. هو انتي مش في جروب الدفعه ولا انتي كمان مخدتيش بالك زيي ؟.. قولت له انا مشفي الجروب اصل انا معرفش حد اوي في الدفعه ومش بتكلم مع حد.. بص لي وضحك وهو بيقول طيب ياستي انا اول زميل تتعرفي عليه هنا وهدخلك الجروب كمان.. انا اسمي (ايمن) .. وانتي؟ قولت له انا(الفت).. قال لي طيب ادخلي علي الجروب من علي الفيس بوك بتاعك .. قولت له انا مش عندي فيس بوك اصل انا مليش صحاب ومش بكلم حد .. قال لي طيب هاتي موبايلك .. وعمل لي فيس بوك ودخلني علي جروب الدفعه وقال لي دلوقتي انا عندك ع الفيسبوك لو عايزه اي حاجه تقدري تكلميني
فرحت جدا وقولت له عارف يا ايمن لما كنت بشوف ولاد خالتي وولاد عمتي عندهم فيسبوك كنت ببقي عايزه اعمل زيهم بس بابا وماما كانو بيرفضو.. رد عليا وقال معلش هم اكيد خايفين عليكي .. يمكن بيعبرو عن خوفهم بطريقه مختلفه عن افكار الجيل بتاعنا بس احنا مش لازم نزعل منهم
ومع الوقت بقينا انا وايمن اصحاب بنتكلم ونتناقش في مواضيع مختلفه .. تقريبا هو كان صديقي الوحيد في الكليه وفي الحياه كلها
كنت بلاحظ انه مستغرب من خوف اهلي الزايد عليا وانهم بيوصلوني كل يوم الكليه وبيرفضو اني اطلع رحلات مع زمايلي.. بس رغم كده كان دايما بيهون عليا ويبسط لي الامور ويبرر لي تصرفاتهم انهم خايفين عليا .. وكان دايما يشجعني احكي لهم افكاري واهتماماتي لكن باسلوب مهذب بدون انفعال.. لانهم في الاول وفي الاخر اهلي ومن حقهم عليا الطاعه والاحترام
فاتت سنين الكليه بسرعه وفجاه لقيت نفسي اتخرجت وبدات رحله البحث ه
عن شغل ولفيت كتير بس ملقيتش مكان مناسب اشتغل فيه .. وفي يوم لقيت ايمن بيكلمني ويطلب مني اشتغل معاه في صيدليه باباه
والنهارده حصل الي كنت خايفه منه طول عمري.. اول مدخلت الصيدليةالي بشتغل فيها لقيت ايمن بيقول لي انا عايز اجي اتقدم لك يا الفت .. لقيت قلبي بيدق مش عارفه من الفرحه ولا من الخوف مش عارفه لما بابا وماما يعرفو هيعملو ايه
انا بحب ايمن وكنت بستنا اليوم الي. يتقدم لي فيه بس خايفه اهلي يرفضوه
وكمان خايفه يوافقو واحس بالذنب ناحيتهم اني هتجوز واسيبهم
في اليوم ده رجعت البيت واتغدينا زي العاده وبعد الغدا قولت لبابا وماما انا عيزاكم في موضوع لقيت بابا بيقول لي انا الي عايزك في موضوع .. انا حوشت لك مبلغ محترم وقررت افتح لك صيدليه تحت بيتنا .. علشان تبقي معانا وقدام عينينا طول الوقت بدل شغلك عند حد غريب.
رديت علي بابا وقولت له شكلي كده مش هبقي شغاله عند حد غريب .. بص لي باستغراب وقال .. ازاي يعني ؟ تقصدي ايه؟
قولت له ايمن زميلي ابن صاحب الصيدليه الي بشتغل فيها عايز يتقدم لي.. لقيت ماما بتقول اه الطير كبر وطلع له جناحات وعايز يطير بره العش.. بعد ما عمرنا ضاع عليكي جايه دلوقتي عايزه تشوفي نفسك وحياتك وتسيبينا؟.. مش عارفه جبتي منين القسوه والانانيه دول؟.. ولقيت بابا بيقول.. بعد متعبنا وكبرنا وربينا ٢٥سنه يجي واحد ياخدك ع الجاهز؟.. وبدل ما خيرك يبقي لينا يروح للغريب؟ ياخساره تعبنا وتربيتنا ليكي
لقيت نفسي اول مره ارد عليهم بكل ثبات واقول واضح اني كنت بالنسبه لكم مجرد مشروع وبس.. لازم طول الوقت اقول طيب وحاضر ونعم .. مش من حقي اعمل بيت واسره واولاد .. مش من حقي اقرر واختار اعيش حياتي ازاي ومع مين.. مستكترين عليا ابقي زوجه وام واعيش حياتي .
. انا مجرد ديكور تزينو بيه حياتكم
طول عمركم بتستغلو حبي لكم واني مليش غيركم وتخلوني اخد قراراتي تحت ضغط مشاعري الي بتتاثر بكلامكم الي بتقولوه لي باستمرار.. استغليتم حبي لكم وفصلتوني عن العالم وخليتوني وحيده
وجريت دخلت علي اوضتي وقعدت اعيط
وانا سامعه ماما وبابا بره الاوضه مش عاجبهم كلامي فضلت اعيط لحد ما فقدت الوعي .. فوقت لقيتني في المستشفي عرفت ان جالي انهيار عصبي ...
بابا اول ملقاني تعبت اتصل بايمن و طلب منه يجي المستشفي .. ولما فوقت لقيت بابا وماما وايمن وافقين جنبي
وماما منهاىه من العياط وبتقول لي كده يابنتي عايزه تموتي وتسيبينا؟
للدرجه دي احنا تعبناكي بدل منحافظ عليكي؟.. وبابا قال والله يابنتي خايفين عليكي ده انتي بنت عمرنا الي جت بعد طول انتظار
بس خلاص يابنتي من النهارده هتبقي مشروع حياتك انتي مش مشروعنا احنا
احنا موافقين علي دكتور ايمن المحترم الجدع ابن الاصول .. ده مسبناش لحظه لحد مافوقتي
قولت لهم وانا بعيط .. والله انا بحبكم جدا بس نفسي اعيش حياتي زي البنات الي في سني وابقي زوجه وليا بيت وابقي ام برضاكم عني من غير محس بالذنب
بابا بص لايمن وقال له ربنا يوفقكم يابني ويرزقكم الخير كله ويقدركم تربو ولادكم صح مش زينا ..
واتجوزنا انا وايمن وبعد سنه ربنا رزقنا ببنوته وبعد سنتين بنوته تانيه
واتفقنا انا وايمن اننا نربيهم بطريقه مختلفه .. ونسيب لهم حريه القرار في حياتهم ومنحاولش نستغل حبهم لينا وتعلقهم بينا انهم يكونو تابعين لنا
نصيحه لكل اب وكل ام حبو اولادكم وراعوهم وربوهم بس اوعو تنسو انهم لهم حياتهم الخاصه المستقله عنكم ..
............................
................
تعليقات