..ابي_تزوج_خطيبتي
وصلت لعنده فنظر لي وقلت له ..
ابي .. هل طلبت موعدًا معي عائلة من سأتزوجها ؟
قال .. نعم ..
-لكنك لم تخبرني بذلك! ..
- لأن الامر لا يعنيك ..
- كيف ؟
- انا اريدها
هل انت ابي حقا ام اني احلم! .. يا الهي كم احمل في داخلي وجعًا اكبر من تحملني.. اشعر ان ارتكاز الم الكوكب يتمركز في جبهتي .. لا حظ لي في ان اكن شريكًا لأحد .. حبيبتي السابقة الان تحمل من رجل اخر .. ومن كنت اريدها الان ستكن بين احضان ابي! .. كم جرح ستتحمل يا فؤادي ..
قمت بالاعتزال عن هذا العالم .. غرفتي وانا وزواياها.. هم رفقائي الدائمين ..
اغلقت كل شيء يصل الي من جوال وذهاب ومجيئ .. لم اعد اتحمل ضيق هذه الدنيا .. وبعد مرور اسبوعين اصبحت تتلاشى اصوات الفرح بالقرب منا ..
ابي وضع قلبي تحت ارجله .. وفكر بنفسه فقط .. اراه فرحا من على النافذة .. زواجه اليوم .. يا لقساوة هذه الدنيا ..
فرح ورقص .. مفرقعات وضحكات .. مسكت وسادتي .. ادخلتها برأسي كي لا اسمع ..
رسالة من رقم غير مسجل ..
" اختر من يحبك لا من تحبه "
ما هذا الهراء .. من الذي يتلاعب بأعصابي .. من يعجبه الرقص على جروحي .. تركت الجوال لا مباليا لما حدث ..
اكملت بكائي وحسرتي .. اصعب شيء في هذه الدنيا ان تكسر من عائلتك .. الباب يدق .. صوت روان اختي .. ماذا تريدين .. افتح الباب ..
فتحته ومسكت رأسي بيدها وقالت .. عوض الله كبير .. لا تقلق .. ثم بكينا معا ..
الاصعب من ذلك تزوجها في بيتنا .. ستكن بين انظاري كل الوقت .. اما امي فلا يبدو الامر اقل شأنا مني .. بنفس الصدمة والقلق .. لكن لم تمنعه من ذلك .. لم ترفض ..
في اليوم التالي غادروا غرفتهم .. اتوا الى غرفة الجلوس .. جلسوا امامي ..
نظرت لهم وقلت... كان عليكم ان تسكنوا في بيت اخر ..
بدلا من ان تكونوا تحت انظارنا ..
لا رد يذكر .. قال لأمرأته .. اسكبي لي الشاي ياحبيبتي .. اظنه يسمّعني كلامه .. لكنني لم اعيره اهتماما .. ذهبت نحو امي .. وجدتها في حالة جيدة لا بأس بها .. جلست احادثها ثم وصلت لي رسالة ثانية مفادها ..
" اودع قلبك عند انثى تحبك تكن ملكا لها !"
ابتسمت وكتبت .. من انت ؟!
كتبت يهمك الامر ! .. نعم يهمني ..
"انا من تعشقك في الساعة اسبوعا .. تنام و يدها على قلبها .. تستيقظ تنتظر رسالة منك لينقلب حالها..
أنت استثناء بالنسبة لها وما دونك عادة .. "
انا ابنة عمك سناء .. اعلم ما حدث لك .. احبك منذ فترة طويلة .. لكني لم ابح بذلك .. خوفا من ان تراني امراة لا تستحقك ..
بعد حديث طويل .. اتضح لي صدق مشاعرها .. فكرت لو اننا نأخذ من يحبنا بدلا من ان نحبه .. ماذا سيقدم لك ..
جازفت بالامر .. كلمت امي .. لم توافق ولم تعترض .. قالت تصرف انت .. اذهبي معي لنطلب يدها ..
وابيك ؟ .. هل تريدين ان يأتي معنا! ..نعم فهو يبقى اباك ..
قمت بالاستجابة لطلب امي .. وقمت بالذهاب الى ابي قلت له الامر فقال لي .. لا اذهب معك ..
لكنك ابي ! .. انت ابن عاق لن اذهب معك .. كسرني حقا .. كيف لأبٍ مثل هذا يفعل هذا الامر .. ارى جميع الاباء كيف يفرحون بهذه المناسبات لأولادهم .. اتحسر لو ان ابي ضحك لي .. حزين جدا.. تقوقعت حول حزني ..
في الأمسِ حلمت بأن هنالك مَن ينتزع روحي مني .. قطعةً قطعة .. كان شخصًا أعرفه .. لقد كان ابي !
امي ساندتني كثيرا .. ذهبنا معا لنطلب يد سناء من اهلها .. حظينا بإستقبال حار .. وحفاوة رائعة .. لم تنقصها سوى نظرات ابي .. لكن الحمد لله ..
مشت الامور كما نريد .. ومضت الايام وقمت بالزواج منها .. كانت سناء عوضًا كبير لكل نقص كنت اشعر به.. تغار عليّ من الهواء .. اسعدتني كثيرا .. كانت دائما تطلب مني ان لا اقسى على ابي ولا اهجره .. استغرب احيانا من طيبتها المفرطة ..
مع الايام اصبحت اعشقها عشقا لا متناهي .. كان الطريق إلى قلبي طويل جدا تخيل أنها أختصرته بِـ همسة.. من فرط لطفها بقلبي اشعر انها شيء هش و طري .. عشت معها ايام رائعة .. توالت الايام وانا في سعادة دائمة .. طيلة هذه الاوقات لم تحرضني على ابي .. كانت دائما تقل لي اياك والحديث على ابيك.. حملت مني .. كنت قد فرحت فرحا لا يوصف .. واعتنيت بها في وقت ضعفها .. عملت عنها .. طبخت عنها في وقت مرضها .. بقيت اواسي بها حتى اتى موعد الانجاب ..
كانت تطلب رؤيتي قبل دخول صالة العمليات .. قالت لي سامحني ان حصل لي شيء ... بكيت ومسكت يدها وقلت ..
اعلم لن تتركيني لغيرك هيا اكملي وارجعي لتكتمل حياتي بك .. شجعتها كثيرا واضفت لها دافعا نفسيا كبيرا قبل ان تنجب ..
انتظار طويل .. دقائق ثقيلة على قلبي .. اعتصر معها .. متى تخرج .. قد اطالت المدة .. كيف حالها الان .. خرجت الممرضة مبارك اتاك ولد ..
فرحت فرحا شديدا .. نسيت كل حزن قد مر بي طيلة حياتي .. طفل يحمل صفاتي من امرأة تعشقني ..
المفاجئة لما اردت ان اسميه قالت لي زوجتي قم بتسميته على اسم ابيك ..
صدمت حقا وضحكت وقلت لها كم قلبا تحملين في داخلك كي ينضح كل ذلك الحنان ..
ما ان سمع ابي بذلك حتى اتى ابي الي حزينا كئيبا يطلب مسامحتي .. بكيت كثيرا وقلت ..
ابي الان قد علمت ان الله قد يحرمنا اشياء ليعوضها بشيء اكبر .. حرمني من امرأتين ليعوضني بمرأة بمنصب وطن .. اعادتني طفلا بين يديها .. اعادة لي الحياة وتبسمت لي .. علمتني ان اسامح واتغاضى عن كل اسى .. والان لا املك ان اقول لك سوى سامحتك .. نظرت لزوجتي وقلت لها ..
أنا مدين لك
بوعد وموعد
ولقاء وكوب شاي
ومئة سنة من الصمت
والنظر إليك ..
بعد ان حرمت من ابي ولدت لي ابا صغيرا يحمل اسمه .. اعشقوا واعطوا لمن تحبون كل حب وحنان .. لا تدعوهم يندموا ولو للحظة انهم تقربوا لكم .. فالمرأة عندما تعشق رجلا ستجعله في سرائر العشق اللا متناهي .. ومضت الحياة تضحك لنا منذ ان وجدت زوجتي ..
#النهاية ..
تعليقات