..
خيانة_غير_متوقعة
تغيرت عادات زوجي في الفترة الأخيرة ، أصبح يقوم بحركات مريبة وغير مفهومة .
لم ألق للأمر بالا في البداية لكن مع الوقت بدأت أدقق وألاحظ.. هذا ليس بالتأكيد زوجي الذي أحببته وعاشرته طوال السنتين الماضيين.
البداية كانت عندما لاحظت أنه بدأ يغلق هاتفه برقم سري على غير العادة ، وعندما يمسك هاتفه ويبدأ في التواصل عبر برنامج الواتس آب يتعمد أن لا أرى تلك المحادثات ويبعد الهاتف عني ، وعندما يأتيه أتصال أراه يغلق على نفسه غرفة مكتبه ويتحدث بصوت يكاد يكون غير مسموع..ليست هذه طباع زوجي بكل تأكيد.
عندما واجهته بشكوكي وملاحظاتي تلك تحجج أنها مراسلات ومكالمات عمل ليس إلا وأنني أتوهم فقط.. نسيت أن أخبركم أنها يملك شركة سفريات .
بالطبع لن تتفاجئوا أنني بطبيعتي كأنثى شككت أن الأمر خلفه امرأة ، امرأة غيري استطاعت بطريقة ما الإيقاع به في براثن علاقة من الواضح أنه حريص على سريتها حتى الآن.
لم أرد أن ألقي الإتهامات جزافاً ، أردت التأكد من الأمر بنفسي فبرغم أي شيء أعلم مدى حبه لي فقد كان دائما مصدر ثقتي منذ عرفته ولن أسمح لبعض شكوك قد تبدو واهية أن تفقده ثقتي تلك أو أن تفسد علاقتنا التي تعبنا سويا لكي تصل لهذا الحد من الانسجام والتفاهم والود.. لكن كيف ؟ كيف لي أن أتأكد من شكوكي أو أبددها تماما.
جاء الحل أمامي بالصدفة ، عندما كنت اتسوق قريباً من مقر شركته فقررت مفاجئته بزيارة في شركته وكل ما في نيتي أن افاجئه ونمزح ونغير بعض الروتين اليومي ليأخذني بعدها لنتاول العشاء في أي مطعم قريب لعل ذلك يساعد في تقريبه مني بعد أن التمست بعده وإنشغاله عني مؤخرا.
توجهت لهناك لأفاجيء بأنه غير موجود.. أين ذهب يا ترى ؟ لتفاجئني مديرة مكتبه بأنه أصبح يتغيب كثيرا في الآونة الأخيرة عن الشركة في هذا الموعد بالذات.
أخرجت هاتفي لأطمئن عليه ولأعرف أين هو بالضبط لأتلقى صفعة على وجهي عندما أخبرني أنه في مكتبه مستغرباً إتصالي في هذا التوقيت وسؤالي.
تحججت بأني كنت أريد بعض النقود للذهاب للتسوق والفيزا كارت الخاصة بي قد نفذت ، وكنت أريد منه أن يرسل لي بعض النقود مع أحد سائقيه.
أخبرت مديرة مكتبه أن لا تخبره بزيارتي لأنني كنت أود مفاجئته وأنني سأتي مرة أخرى لمفاجئته فلا تخبره حتى لا تحرق مفاجئتي.
شعرت بدوار وصداع وأنا أقود سيارتي عائدة للمنزل لا أدري ما هي الخطوة التالية.. كل الخطوط تسير في إتجاه واحد أنه يخبيء عني شيء هام وبديهي أن يكون علاقة غرامية بإحداهن.
طوال اليوم أفكر في هذا الأمر وفي النهاية قررت أن أتبع الطريقة التقليدية في التأكد من ظنوني ألا وهي مراقبته!
في الصباح وبعد أن تناول فطوره وتوجه خارجا من الفيلا إلى الشركة ، ارتديت ملابسي بسرعة ونزلت خلفه وبسيارتي تتبعته وللأسف لم يخيب ظني وسار في طريق مغاير لطريق الشركة وأنا أتتبعه خلسة.
بعد نصف ساعة من السير في شوارع وطرقات لأول مرة أراها... وصل أخيرا أمام عمارة في حي راقي ثم أنتظر في سيارته لخمس دقائق حتى وصلت سيارة أخرى وترجلت منها سيدة ثلاثينية لينزل مسرعا من سيارته ليلقي عليها التحية ويدلفا سويا إلى العمارة حيث يقوم بخيانتي.
امرأة رغم رقي مظهرها وملبسها ورغم أنها فاتنة حقا لكنها لا تضاهيني جمالا ورقيا بلا غرور بل هذه حقيقة واضحة وأنا لست في موقف يستدعي غروري.
تلقيت هذه الطعنة في صمت وذهول وحبست دموعي ونزلت وتوجهت إلى حارس العقار وبكل تلقائية سألته..
- سمير البنا ساكن هنا ؟
- أه يا هانم ساكن في الدور الثالث، لسة طالع دلوقتي.
- هو ساكن هنا من أمتي ؟
- مبقالوش شهرين مشتري الشقة ده حتى لسة مكملش فرشها . خير عايزة حاجة.
- لا شكراً.
عدت بسيارتي إلى المنزل وتوجهت إلى سريري والقيت بجسدي عليه لأطلق لدموعي الحبيسة العنان ، دموع قهر ووجع وألم وإهانة.
بعد قليل هدأت قليلا وبدأت أفكر في القرار السليم الذي يتوجب علي إختياره ، هل أطلب الطلاق ؟ وما حجتي ؟ ليس هناك دليل على كلامي وسيظهرني في النهاية أني واهمة متشككة .
هل أصمت ؟ وكبريائي الذي طعن في مقتل ؟ لم أقصر معه في شيء ، حتى عندما عرفت أنني سأحيا بدون أن أرزق بطفل منه وأنه مصاب بالعقم ، حمدت الله ولم أنبذه أو ما شابه واكتفيت به ولدا وزوجا فهل يكون هذا جزائي في النهاية!!
عندما طلب مني ترك عملي ومهنتي التي أعشقها ( المحاماة ) لأتفرغ للمنزل بدافع غيرته وأننا لا نحتاج أموال ، رغم أن الجميع كان يتوقع لي مستقبل باهر في هذا المجال.. فعلت ذلك عن رضا وحب فهل هذه هي مكافئتي!
قررت التظاهر بالجهل حتى اهدأ واعطي نفسي الفرصة لكي أفكر بروية وأتخذ القرار السليم...لكنه في المساء وبدون أن يدري ألهمني بالحل.
بعد أن تناول عشائه ودخلت أنا المطبخ لغسيل الأواني ، سمعت هاتفه يرن ، نظرت من باب المطبخ فرأيته يأخذ الهاتف ويدخل غرفة مكتبه متلصصا ويغلقه خلفه.. تسلسلت على أطراف أصابعي ووقفت أمام الباب لأسمع مع من يتحدث وماذا يقول.. يبدو أنه ظن أني ما زلت في المطبخ لذلك تحدث بأريحية بعض الشيء.
- ده مكنش اتفاقنا ، أنت إتأخرت عليا أوي ، لازم تخلصني منها ومن الموضوع ده كله آخر الشهر ، مش عارف أخد راحتي ولا أمارس حياتي بطبيعية واهملت في شغلي ، أنت قابض مني بقالك شهر وكل يوم تطلعلي بحجة جديدة ، لو طولنا أكثر من كدة هتاخد بالها وهتبوظ كل اللي أنا مخططله ، مش عايزها تحس بحاجة .
لا أعلم لماذا حينها تذكرت زوجته السابقة والتي لاقت حتفها في حادث سيارة ورث على إثرها زوجي هذه الفيلا وهذه الشركة التي كانت تملكها بعد أن كان معدم ، يبدو أنه لم يكن حادث قدري بل كان بتدبير منه ، كما يخطط لقتلي الآن ليرث اموالي وعقاراتي التي ورثتها عن أبى.
كانت صدمتي شديدة فقد اكتشفت أني أحيا مع شيطان ليس خائن فقط بل قاتل طماع لا يحب ولا يفكر إلا في نفسه ، لكن هيهات لن أكون أنا ضحيته هذه المرة... بل سأنتقم لي ولتلك المسكينة التي دفعت عمرها بسبب جشعه وأنانيته.
في اليوم التالي كنت قد جهزت العدة وبحثت ورتبت لخطة محكمة وبعد العشاء ، شعر بدوخة بسيطة فضل على آثرها النوم.. ليفارق الحياة نتيجة جلطة في الشريان التاجي..سأكون محظوظة لو لم يشك أحد في هذه الميتة ولم تشرح جثته في خلال ثلاث أيام ، بعدها لن يكتشف أحد أي آثار للعقار الذي وضعته له في الطعام.
أثناء مراسم العزاء وانهماكي في التظاهر بالحزن ، رغم أني ورثت ثروة طائلة تجعلني أسعد الناس ، حدث شيء جعل الغضب يبدو على ملامحي ونظراتي... الوقحة التي رأيتها معه جائت تعزيني بنفسها!!
حاولت التماسك وإخفاء غضبي وأنا أسلم عليها متظاهرة بعدم معرفتها ، لتقوم هي بتعريف نفسها..
- أنا هدى مهندسة ديكور كنت ماسكة ديكورات الشقة بتاعتك لجوزك.
- شقتي أنا!!
لتتوالى الصدمات والطرقات على رأسي..
- أنا عارفة أنه كان مخبي عنك الموضوع ، لأنه كان عامله ليكي مفاجأة ، كان هيعملك الشقة دي مكتب محاماة عشان ترجعي الشغل تاني وكان هيفاجئك بده في عيد جوازكم الجاي هو قالي كدة وكان بيشد على المقاول اللي ماسك الصنايعية أنه يخلصها آخر الشهر بالكثير.. بس للأسف بقى..ربنا يرحمه...ربنا يصبرك بجد كان بيحبك أوي.
لم أدر ماذا أفعل ساعتها أصبت بذهول تام ، وجدت نفسي أحتضنها وأبكي بحرقة شديدة...فجأة شعرت أني حزينة لفقدان زوجي والأدهى أنني من قتلته بيدي بسبب غبائي. النهااااااااية
تعليقات