.
.وفاة عروسة بعد نصف ساعة من ليلة الدخلة…الجزء الأول
بدأت قصّة خديجة ورياض منذ أن كانا بالمدرسة الثانوية وبعدها انتقلا لدراسة الصيدلية سوياً في الكلية ، بقيت معهم ذكريات الدراسة والثانوية والأيام الجميلة بقيت اللهفة والحنّية كما كانت عليه بل أكثر .
وذلك بعد أن دخلا كلية الصيدلية وتعارفا على بعضهما لأكثر بكثير ، حيث أنه لم يكن يمرّ يوماً إلا أنهم سيلتقون به سرّاً كان أو علناً على حدّ سواء ، فلم يكونوا مهتمين لما يدور حولهم من كلام الناس عليهم أو غيره .
لم يكن بينهما حباً بل كان أكثر من ذلك بكثير ، كان عشقاً غراماً هياماً ، يلتقيان دورياً في كافتريا الجامعة ليجلسا مع بعضهما لدقائقَ ومن ثمّ يذهبان لتلقّي المحاضرة ، وفي المساء كان الشاب رياض يلتقي بخديجة عند مدخل بنايتها شائقاً تائقاً مرهفاً بالحب والمشاعر والإحساس لرؤيتها ، بعد أن يكونا قد التقيا في النهار ، ولكن كانا قد تعوّدا أن يلتقيا في المساء منذ أن كانا في السنة الثانية من الثانوية .
وفي يوم من الأيام وهما في مدخل البناية يتحدثان عن الحب والعشق ويغازلان بعضهما وكانا يتبادلان القبل ، وكانت علاقتهما في أوج أوج أوجها ، على أتم وجه وأحسن حال ، لم يعرفا أن هذا العلاقة الغير شرعية قد تؤدي لأمر لا تحمد عواقبه .
ولن يكون سليماً بالنسبة لهما الاثنان ، ولكن كان الحب الذي بينهما أكبر من ذلك بكثير ، فلم يكن عندهم أي أدنى خوف لما فعلوه مسبقاً ولما ما سيقومان بفعله في الأيام المقبلة ، وبينما كان في ذروة العلاقة ، وهنا كانت المصيبة والطامة الكبرى ،
في ذلك الوقت الذي كانا فيه بتلك الخلوة الغير شرعية ، كان أحد الجيران نازلاً من على الدرج ليشتري بعض الأغراض للمنزل ، ورأى خديجة والتي تعتبر مقربة كثيراً بالنسبة له ، حيث أنه يعمل هو ووالدها في مكان واحد كما أنهم جيران من أكثر من خمس وعشرون سنة .
ارتبكت خديجة وصعق رياض مما رأى لأنه كان يرى هذا الرجل كثيراً مع أبي خديجة ، خيّم الصمت عليهما ولم يهمسا بحرف واحد وكأن الحروف الغزلية التي كانت تنسج من ثغرهما قد قَطّعتها ماكينة عينين صديق أبي خديجة .
خجلا خجلاً شديداً وابتعدا عن بعضهما وسارا كل واحد منهم من جهة ، ولكن لم يكونا يتوقعان أنّ الرجل سيخبر أبو خديجة ، رجعا كل منهم لمنزله ، واتصلا ببعضهما ليلقيا حلّاً يكون مناسباً لما حصل في هذه الليلة ، لأنّ أبا خديجة سيخبر أبو خديجة من كل بدٍّ ، ولن تنام القصة التي حصلت ، وهذه هي الطامة الكبرى التي لم يكونا يتوقعانها أبداً .
وهما يبحثان عن حلّ يكون مناسباً ، ولكن ما هو الحل؟
بما أنّ الجار قد رآهم بأمّ عينه فإن كل ما سيقولانه باطلاً وكذباً ودجلاً ، كما أنّ الجار لن يتبلّاهما بالحديث عنهما بسوء ، وصل الخبر من الجار لأبِي خديجة ، لم ينزعج الرجل أو تظهر على وجهه علامات الغضب ، واجه ابنته في تلك الليلة التي وصله الخبر .
وبالتأكيد لم تكذّب خديجة هذا الخبر ، وصدقت مع أبيها بأنها كانت مع شاب يُدعى رياض ، ودعى رياض عن طريق ابنته لكي تأتي بالشاب ليراه ويقوم بتزويجهما لكيلا يقطع بالنصيب بينهما ، جاء خالد لبيت أبي خديجة وكانت هنالك المفاجئة الأعظم ،
وأنهما في سنّ المراهقة حيث يجب الحفاظ عليهم لأنهم إذا بقوا كذلك ، أولاً هي علاية الحرام ثانيا ، لن تحصل ابنته على المعدلات الجامعية التي يريدها الأب ، وكما أنّ السمعة مهمّة كثيراً بالنسبة له .
حددوا موعد الخطبة بعد أربعة أيام في تلك الليلة التي التقا بها رياض وخديجة وأبو خديجة ، وبالفعل تمّت الخطوبة بشكل رسمي ، وبعد ذلك قاموا بتحديد موعد الزواج الموعد الذي كانا ينتظرانه منذ أمد بعيد ، تم تحديد موعد الزواج بعد عشرة أيام من الخطوبة .
تمت الفرحة بينهما وعمّت السعادة بتلك الخطوبة التي انتظراها منذ أمد طويل ، وبعد ذلك تمّ الزواج على خير ، وبعد أن تمّ الزواج في ليلة الزّفاف ، ليلة الدخلة كانت الصدمة والصعقة الكبيرة بالنسبة لأبي خديجة .
بعد أن دخلا لغرفة نومهما ، التي قد جهزوها مسبقاً لهم ليزوجا بها ، كانت الصاعقة الأكبر والأعظم لم يحسن رياض الأمر والتدبير ، ولم يكن يعلم أنّ ليلة الدخلة بقدر ما هي جميلة ، بقدر ما يجب أن تحافظ على هذا الجمال لكيلا يموت .
كان وحشاً في ذلك الحين وبسبب غلطته وغبائه الكبيرين تسبب في قتل الفتاة خديجة ، وانتهت قصتهما عند ذلك الحد ، الحد الذي لم تكتمل الفرحة والسعادة فيها .
....النهايه...
تعليقات