وفاه طفل
ده المنظر الي شوفته قدامي لما جيت أبص في الموبايل أشوف الساعة، ٢٧ مكالمة! كنت قاعد في الشغل ساعتها وبنام على نفسي، اتنطرت من مكاني لما شوفت عدد المكالمات ده، أكيد في مصيبة! فتحت الموبايل الي اكتشفت إني كنت عامله صامت، لقيت مكالمات من كذا شخص بس الي أخدت بالي منه إن أول كام مكالمة كانت جاية من " سما " مراتي، شكيت في حاجة، استر يارب، اتصلت بيها بسرعة، ردت، مكنش صوتها، كان صوت مش غريب عليا.. ايوه ده صوت محمود جوز أخت سما، وأعز صحابي..
- كريم.. تعاللنا ع المستشفى بسرعة، سما بتولد.
زي ما توقعت، ازاي مكنتش معاها في وقت زي ده! مفكرتش كتير وقومت اتحركت بسرعة وروحت ع المستشفى الي محمود قالي عليها، أول ما وصلت لقيت مي أخت سما ومحمود ومامت سما واقفين قدام الأوضة، جريت عليهم، بس اندهشت لما قالولي لسه مخلصتش، ازاي! الولادة مبتاخدش الوقت ده كله على حسب علمي، وأنا واقف لاحظت حركة غريبة في الأوضة، ناس داخلة وناس خارجة، خوفت، وقفت دكتور من الي خارجين وسألته في ايه!
لقيت وشه مكنش مبشر تماما وبدأ يقولي كلام كتير مفهمتش منه حاجة غير إن سما والجنين الي في بطنها في خطر، وعدني إن سما هتبقى كويسة وهيعملوا أقصى ما عندهم، بس نهى كلامه ب..
- عشان متحطش أمل كبير، نسبة نجاة الجنين لا تتخطى ال ٢٠٪.
قلبي وجعني، يعني بعد حوالي ٦ سنين جواز، بعد ما فقدنا الأمل في الخلفة، سما تحمل و يتجدد الأمل مرة تانية، وفجأة بعد ما طلعت لسابع سما أنزل على جدور رقبتي! ده أنا.. قولت خلاص هبقى أب، في الاخر يحصل كده؟! طب ليه؟! ده أنا.. ده انا عمري ما أذيت حد، ماشي جنب الحيط، فلوسي بالحلال، و.. سامحني يارب، سامحني، أعصاب رجلي مشالتنيش من الصدمة، روحت قعدت ع الكراسي الي قدام الأوضة، كنت بدعي ربنا، يارب.. يارب.
الدكتور خرج بعد شوية، جريت عليه، سكت شوية، خوفت، لكنه ابتسم..
- ألف مبروك.. المدام بخير وابن حضرتك كمان بخير.
ابني! لأ.. لأ أنا مش مصدق، قلبي طلع من مكانه من الفرحة، الحمد والشكر ليك يارب، الحمد والشكر ليك يارب.
حضنت سما، كنت مرعوب لتضيع مني، الممرضة جابت ابننا، ايوه ابني، شلته بين ايديا، كان.. كان جميل جداً، شبه الملاك.
- هنسميه " عمر ".
قولتها وأنا قلبي طاير من الفرحة، كإنه امبارح، " عمر " كان بيكبر قدامي، يوم ورا التاني، لاحظت أنا وسما إنه ذكي بطريقة مش عادية، تصرفاته مش تصرفات طفل صغير، بس قولنا يمكن ده الطبيعي وعشان بس طفلنا الوحيد فاحنا معاصرناش الاحساس ولا الأحداث دي قبل كده.
بس مدرسين " عمر " في المدرسة أكدولنا ده، عمر ذكي بطريقة مش طبيعية، بس مش ده الشيء الوحيد الي لاحظوه، عمر وزي ما تعودنا عليه دايما بيحب يقعد لوحده، مش مكون صداقات، ولا بيتكلم مع حد، وده لفت بالي لحاجة تانية؛ إن هو من صغره مبيضحكش ولا بيعيط، وغالباً مبيخافش! ردود فعله باردة إلى حد ما.
شكيت إنه عنده طيف توحد فعرضته على دكتور بس الدكتور قال إنه مش بيعاني من التوحد وإنه طبيعي جداً، وهى مجرد طبيعة وهتتغير مع تعامله مع الناس بمرور الوقت، عرضته على دكتور تاني وتالت وكلهم قالوا نفس الكلام، ماعدا دكتور كان شكله مجنون أساساً قعد يقول كلام غريب بس مديتلوش اهتمام، وفعلاً عمر كبير، و اتغير تماماً عن زمان، اتخرج من كلية الهندسة، أول دفعته، كنا فخورين بيه جداً، بس ظروف الشغل خلت عمر يتنقل لشقة تانية قريبة من شغله للأسف.
المشكلة إنه مبقاش يزورنا تماما، ولما نكلمه كان دايما بيتحجج إنه دايما مشغول ومش لاقي وقت، فبقيت كل فترة أنا وسما نروح نزوره في يوم أجازة كده ولا حاجة، والصراحة أنا مبحبش أروح شقته دي، في حتة مقطوعة وتقريباً مفيش غيرها في العمارة، ده خير الريحة الوحشة الي بتبقى دايما هناك، بس في يوم كنت في الشغل وسما كانت مصممة تروح تشوفه يوميها، فراحت وقولت ابقي أعدي عليهم بعد ما اخلص ولا حاجة، بس فجأة لقيت سما ب
تتصل بيا..
- كريم.. الحقني!
الجزء التاني. والاخير وفاة_طفل_
- كريم.. الحقني!
جريت على شقة عمر، واكتشفت إن عمر مكنش موجود، سما الي فتحتلي الباب وهى مرعوبة، استغربت جداً لإن محدش فينا كان معاه مفتاح الشقة، وعمر كان رافض يدينا نسخة منه، فسألتها دخلت ازاي وفي ايه؟! لقيتها بتاخدني من إيدي وهى بتترعش، قالتلي إنها اخر مرة روحنا فيها طبعت المفتاح على صابونة زي الأفلام القديمة من غير ما عمر ياخد باله، فسألتها عن السبب فقالت إنها كانت شاكة في حاجة وعايزة تشوف الشقة ونتأكد منها، مكنتش فاهم قصدها، فضلت ماشي معاها لحد ما لقيتها خدتني لحد باب الأوضة الي دايما عمر قافلها ولقيتها شبه مكسرة كالون الأوضة وبعدين فتحتها وبعدت!
قلبي اتقبض، اتقبض ايه.. أنا حسيت برعشة في جسمي كله، شوفت مشهد عجيب، جثث، أيوه جثث كتير، مشوهه، محروقة، لشباب وأطفال، أنا.. أنا مش مصدق الي أنا شايفه! ساعتها افتكرت كلام الدكتور الي مكنتش مصدقه..
- عمر ابنك مختل نفسياً.
- مختل! مختل ازاي؟! مجنون يعني؟!
- لأ مش كده، كلامي هيبدو غريب شوية بس لازم تصدقه، بص حضرتك.. المختل نفسياً هو شخص عدواني من الدرجة الأولى، بيتلذذ في تعذيب غيره، ايا كان نوع التعذيب أو التلاعب.. ممكن نفسي، عاطفي، جسدي، معندوش فكرة الاحساس يالذنب لإنه للأسف معدوم العواطف و المشاعر زينا، والمشكلة الأكبر إنه بيبقى ذكي بطريقة مرعبة، وكل الدلالات بتشير لإن ابنك مختل نفسياً.
- ايه الي أنت بتقوله ده.. ازاي بتحكم بكل ده على طفل صغير؟! مش شايف أي سبب للكلام العجيب بتاعك.
- بالعكس الأسباب كتير، مش حضرتك قولت إنك لاحظت سلوك عدواني بينتج من عمر ضد كل زمايله؟! العدوانية من أهم عناصر الاختلال، الكذب بطريقة مبالغ فيها زي ما بتقول بسبب ومن غير، عنصر من العناصر، طبيعي أي طفل في السن ده لما بتبدأ تواجهه بفعل سيء عمله بيخاف ويتوتر وممكن يعيط، لكن أنت قولتلي إنه مبيتهزش تماماً، التلاعب، القسوة، عدم تأنيب الضمير.. أكملك؟! أكيد أنت لاحظت كل ده بس بتحاول تكذب نفسك.
- أنا مش مصدق الي انت بتقوله.. طب فرضا إن كلامك صح، أكيد الموضوع ده ليه علاج؟!
- للأسف الاختلال ملوش علاج.
- ملوش علاج ازاي؟!
- كل الخبراء اتفقوا على إن علاج المختل نفسياً مستحيلة، على الأقل لحد وقتنا هذا، لإنه مش مرض نفسي ممكن نعالجه بالجلسات أو الأدوية، الاختلال النفسي ناتج عن خلل في الدماغ، وفي أبحاث كتير بتأكد ده، وبمساعدة فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي تم تحديد موقع الانحراف في الدماغ، والي اكتشف إنه بيشمل اللوزة العصبية، والي أحب أضيف لمعلوماتك إنها المسؤولة عن معالجة المشاعر والذكريات، وده السبب في كونه مش بيحس بعطف أو أي مشاعر حب او غيره زي ما وضحتلك قبل كده.
- طب.. لو زي ما أنت بتقول يبقى أكيد ممكن مع التدخل الجراحي؟!
- مستحيل طبعاً، هنستأصل ايه؟! وغير كده استئصال فصوص الدماغ بيعتبر عملية غير أخلاقية من فترة كبيرة.
- أنا مش مصدقك.. أنت كداب ومجنون.
مش هنكر إن الكلام هزني ساعتها وخلاني أجيب كتب كتير عن المختلين نفسيا، بس عمري ما توقعت إني أشوف منظر الجثث ده قدامي، وشوفت جهاز غريب جنبهم عامل زي جهاز الآشعة، بس مستحملتش أشوف الجثث أكتر من كده غير الريحة البشعة فقفلت الأوضة وخرجت، لسه بلف عشان أقول ل سما هنعمل ايه.. حسيت بكهربا ناتجة عن صاعق مسكت في جسمي قبل ما يغمى عليا.
صحيت، جسمي كله بيوجعني، ببص حواليا لقيتني مربوط في كرسي بحبل، وإيدي مربوطة ورا في حديدة في الحيطة، الصورة كانت مشوشة، لقيت قدامي واحد واقف بيعمل حاجة وفي صوت أنين طالع من قدامه، الصورة بدأت توضح، كان.. كان عمر! لقيته مقعد سما على كرسي، حاطط فوق دماغها حاجة عجيبة، فيها أسلاك، وحواليها الجهاز الغريب الي شوفته لما فتحت الأوضة، ورابط حاجة على بوقها عشان متصوتش..
- أنت.. انت بتعمل ايه؟!
بصلي وابتسم ابتسامة مصطنعة.
- صحيت أخيراً؟!
- أنت بتعمل ايه؟!
لقيته ماسك حاجة في أيده زي الريموت وبيقولي..
- يعني.. تجربة شغال عليها بقالي فترة وبتمنى تنجح.
- أنت.. أنت مجنون، أنت مستحيل تكون طبيعي! انت عارف الي بين أيدك دي تبقى مين؟!
ضحك ضحكة باردة.
- مهو أنا.. فعلاً مش طبيعي، عارف.. حتى الضحكة دي بحاول أقلدها بس بحسها مش مقنعة، بحس الموضوع صعب، بس بدرب عليه، وبالنسبة ل.. أيوه عارف، بس هعمل ايه، كنت محتاج شخص أجرب عليه النهاردة ومقدرش أجيب حد للأسف، بس أنتوا الي جيتوا برجليكوا..
- عمر.. عمر أنت مستحيل تعمل كده صح؟!
- بابا.. صدقني الموضوع ده في صالح العلم.
- موضوع ايه.. أنت مجنون؟!
قولتهاله وأنا بحاول أفك إيدي من ورا من غير ما ياخد باله، الحبل مش مربوط كويس، توقعت حاجة زي دي، لإن المختل زي ما عرفت مندفع، مش بيخطط كويس، لإنه مش بيخاف من النتيجة الي هتترتب على ده.. لأنه أصلا مبيخافش.
- بابا، متفتكرش إنك لما تعلي صوتك الجيران هيسمعوا، لإن مفيش أصلاً جيران، ولو حتى في، ولو فاكرني رابط بوقها عشان كده فصدقني أنا رابطه عشان صوتها صدعني مش أكتر، ما علينا.. هسألك سؤال.. كام مرة عملت حاجة وندمت عليها؟! كتير مش كده؟! أنا مش هكدب عليك وأقولك إني عارف شعور الندم لإني فعلاً مجربتوش، بس هو غالباً إنك عملت حاجة وبعدين قولت ياريتني ما عملتها وتبدأ تضايق، أو العكس؛ إنك معملتش حاجة كان لازم تعملها، أنا بقى هخلي للإنسان فرصة تانية عشان ميندمش.
حاولت أجاريه في الكلام على ما أفك الحبل.
- فرصة تانية ازاي؟!
- آلة زمن.
- ايه؟!
- مصطلح تقليدي شوية أنا عارف، بس أنا قدرت بعد فترة مش قليلة وعن طريق الجهاز ده أكون جسور " آينشتاين- روزين " وهو عبارة عن جسر بيوصل بين نقطتين في الزمكان، أكيد أنت عارف إن إحنا محاطين بنسيج الزمكان؟! والي مكون من ٣ أبعاد المكان وبعد الزمن، المهم.. هى دي وظيفة الجهاز، المشكلة إن الجسور بتنهار بسرعة رهيبة، فبيحصل زي ما انت شايف كده..
وشاور على الجثث، كمل..
- فأنا عملت كام تغيير اتمنى يحصل فرق، طبعاً أنت بتسأل في دماغك دلوقتي انا هستفاد ايه لما اعمل حاجة زي دي؟! أولا عشان أثبتلكم بإنكم كبشر أغبية، وبتحبوا تحطوا كلمة " مستحيل " قبل أي جملة مفيدة..
زي ما قرأت، تقدير مبالغ فيه للذات، كمل..
- وثانيا، ده هيسمحلي أعيش أكتر، واتسلى.. أكتر، بكذا طريقة، على العموم خلينا نتكلم بعدين.
لف عشان يظبط حاجة في الجهاز، لازم أفك الحبل، سما بتعيط، قربت، قربت، كان بيلف، الحبل اتفك، نطيت عليه والكرسي لسه مربوط في رجلي، وقعت أنا وهو، جهاز التحكم الي في إيده وقع منه، بدأت أضرب فيه، أنت مستحيل تكون بني آدم طبيعي، كان بيحاول يوصله، أيوه انت مختل، أنت لازم تموت، فضلت أضرب فيه بس زقني فجأة، مقدرتش أتمالك نفسي ووقعت الناحية التانية بسبب الكرسي الي في رجلي، وصل للجهاز، لأ، بصلي وعينه كان كلها شر، لأ مستحيل، داس على الجهاز وسمعت صرخات سما المكتومة، شوفت نقطة سودة ظهرت.. بس اختفت بسرعة، ولقيت.. لقيت سما لسه موجودة، بس كانت متفحمة، صرخت.. لأااا، حسيت بضربة على دماغي.
صحيت مرة تانية، لقيتني على نفس كرسي سما، صرخت لما شوفتها مرمية على الأرض، جنب باقي الجثث، لأ.. سما، أنا مش مصدق، مقدرتش أمسك نفسي وبدأت أعيط، بس لقيته واقف قدامي، كان نفسي أقوم من مكاني وأموته، أموته أبشع موته ممكنة، لإنه مش ابني، مستحيل يكون ابني، ابتسم ابتسامته الباردة.
- للأسف فشلت برضو، بس.. لسه عندي فرصة تانية، أنا عملت تعديلات وأوعدك المرادي هتبقى أفضل.
مسك الجهاز، بصتله بصة كلها كره، مكنتش عايز اشوفه.
- يارتنا مخلفناك، ياريتك كنت موت يوميها، ياريتهم ما لحقوك على أخر دقيقة..
خلصت كلامي ولقيته بيدوس على الجهاز، فجأة شوفت حد جي من وراه، ده.. ده محمود! أكيد سما كلمته بعد ما كلمتني، لقيته بيجري عليه.. زقه، وبعدين جري عليا عشان يلحقني، بس النقطة السودة ظهرت وفجأة.
صحيت! صحيت وأنا في المستشفى! كنت نايم ع الكرسي الي قدام الأوضة كل ده.. كل ده كان حلم! حلم ناتج عن تشكيلة الكتب الي قرأتها في الفترة الأخيرة، أنا مش مصدق، ده كان أبشع حلم شوفته في حياتي، لقيت الدكتور بيقرب مني.
- الحمد لله حالة الأم بقت كويسة، بس الجنين.. للأسف مات وهو في الحضانة.
- الحمد لله، قدر الله وماشاء الله فعل.
الحمد لله، حمدت ربنا، كنت زعلان أيوه، بس ساعتها تأكدت إن دايما ربنا بيختارلنا الأحسن، مش دايما بنبقى فاهمين الحكمة من الي بيحصل، ولازم نبقى راضيين بقضاء ربنا، وساعتها افتكرت سورة الكهف.. قال الله تعالى " وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) " صدق الله العظيم.
بعد سنة سما وافقت على الحقن المجهري بعد ما كانت رفضاه تماماً، وجه يوم الولادة، كان قلبي مقبوض زي يوميها، وفعلاً روحنا نفس المستشفى، وساعتها افتكرت الحلم الغريب الي شوفته يوميها.
- ألف مبروك، مرات حضرتك خلفت بنت زي القمر.
فرحت جدا، بس اتخضيت لما قالتلي إن الطفلة في الحضانة، بس طمنتني وقالتلي الموضوع بسيط وهو لمدة ٤٨ ساعة بس، روحت مع الممرضة عشان أشوف البنت، بنتي، بس وأنا رايح الأوضة الي فيها الحضانات، افتكرت حاجة، افتكرت إن لما صحيت ساعة الحلم وقبل ما الدكتور يجي يقولي خبر وفاة الجنين، حسيت إني شوفت " محمود " جوز " مي " كان معدي من قدام أوضة الحضانات دي وملامح وشه مخطوفة ساعتها، كإنه.. كإنه عامل عاملة! الموضوع غريب بس مهتمتش وروحت شوفت بنتي.
أو " مريم " زي ما سمناها كانت جميلة جداً، وفعلاً كانت هى العوض.
تعليقات